أصبح من يريد الموت والانتقال إلى العالم الاخر,مطالب بأن يحجز مكانا بين القبور. حجز بمعنى أن يشتري قبرا يخلد فيه للراحة ريثما يقوم الحساب,الجدل الدائر حاليا في العاصمة.
هو ذاك الحديث الذي يكثر عن أن قبور مقبرة لكصر لم تعد با المجان وإنما كل فرد عليه أن يدفع قروشا وأوقيات حتى يكون بإمكانه الحصول على قبر بين تلك القبور ولو تطلب الامر أن يدفع مائة ألف أو خمسين ألفا على الاقل..
قبر للبيع: على أية حال فقد أرادت الحكومة وبلدية انواكشوط إحداث ضجة بين الناس. الذين عليهم التفكير مليا قبل الموت بشراء أو استئجار قبر من قبور بلدية انواكشوط قبل فوات الاوان. ومن يدري ربما تعمد بلدية انواكشوط إلى وضع خصومات في مقابل كل قبر يتم شراءه . وإحداث عروض خاصة على غرار شركات الاتصال حتى يتهافت الاحياء لشراء قبور تضمهم بعد الموت.. إستياء كبير في صفوف المواطنين البسطاء من هكذا خطوة ,فكيف لسكان بلد لايتجازون ثلاثة ملايين نسمة. أن تباع لهم القبور في بلدهم ,إلا إذاكانت ميزانية البلد تعاني ربما من نقص في السيولة إقتضت اللجوء لهذا المشروع الذي يجب أن نسميه بالمشروع الحلم... وبالتأكيد سيكثر الحديث عن إنشاء مقابر خمس نجوم ومقابر ثلاث نجوم ومقابر من طينة الترحيل وساكنته... من الأمور الطريفة التي يشار لها أن بلدية انواكشوط بقرارها هذا ,قد تكون فتحت عليها أبواب جهنم وأبواب السخط الشعبي .... سخط قد يمتد ليشمل عدم الدعاء بالرحمة لمسؤلي البلدية الذين اتخذو هذا القرار طبعا هذا يمكن التنبؤ به في أسوء الاحوال. لكن لنفكر قليلا في قبور من خمس نجوم أو ثلاث نجوم, هل مثلا ستقابل فيلا في تفرغ زينة اللهم لاحسد... في وقت يتحدث البعض عن لجوء طبقة ميسورة من ساكنة العاصمة لشراء قبور بمقاسات ومزايا معينة ...
ليس أولها طبعا سوى أن تكون هذه القبور موجودة في قلب تفرغ زينة حيث الهواء المنعش وسحر المكان ودائما اللهم لاحسد .... فلنتحسر على أيام البادية والتلقائية والبساطة التي يبدو أنها قد ولت إلى غير رجعة .
فلم يعد في قاموس الدولة الموريتانية الناشئة سياسة التعاطي مع السكان بكل بساطة وهوادة... لتكون المحطة الجديدة في عالم القبور هذا العالم الذي حشرت فيه بلدية انواكشوط أنفها جزاها الله خيرا .... بحثا على مايبدو عن بعض من الغرامات المالية والتي ستعود إلى جيوب مسؤلي هذه البلدية كما يقول بعض المواطنين.. ولعلنا في الايام القادمة نشهد تهافت سريعا من أهل انواكشوط نحو شراء القبور بوتيرة متسارعة... خوفا من أن تصل أسعار هذه القبور إلى حد لا يمكن بعدها الحصول على قبر من قبور بلدية انواكشوط... على أية حال لننتظر اعلانات عن القبور من خمس نجوم في تلفزيون واذاعة مورتانيا في اقل من بضعة ايام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق