انواذيبو
أحمد ولد محمد سالم
من
الوهلة الأولي وانت تنظر في عينيه تلاحظ معناة عمرها ثلاثة وعشرون سنة الشاب محمد
ولد لحبيب الذي فرضت عليه الإعاقة أن يبقي صبيا وحرمته من أن يكون طفلا يلعب مع
اقرانه من الأطفال وأن يرتاد المد رسة كباقي الأطفال وحرمته من ممارسة ابسط متطلبات حياته حتي صار يتغوط في ثيابه أكرمكم
الله .
قبل
يومين كنت أحاول أن أنال قسطا من
الراحة إلى أن وصلني اتصال هاتفي من صديق عزيز
يقول لي في أن هناك مأساة حقيقية في مدينة انواذيبو التي كنت أعتقد أنني علي علم
بمعظم مآسيها بحكم تجوالي اليومي داخل المدينة وقال لي الصديق أنه لابد لي أن أقوم
بزيارة للشاب في مكان إقامته في بغداد الحنفية الخامسة لأن المأساة يقشعر لها
البدن وهو ما قمت به فعلا لأجد شبه إنسان
ممدد علي حصيرة في بيت طليت جدرانه بستائر من قماش وحول هذا الإنسان الشاب صبية
صغار وسيدتين هما ما تبقي لهذا الشاب من الأسرة, الكبري من السيدتين هي آمنة بنت
لحبيب وهي الأخري كتب لها أن تولد في زمن لارحمة فيه وأن تقوم منذ صغرها علي
الإعتناء بإخوتها بعد فقدان الوالدين, محمد عاجز عن الكلام إلا عن ذكر الله فهو
يردده دائما أما الكلام العادي فليس
باستطاعة الشاب العشريني أن يخوض فيه, _وربما هي نعمة من نعم الله أمن بها علي هذا
الشاب حتي يسلم له لسانه في زمن كثر فيه الزيف والكذب دون استحياء حتي صار ملحا للمنابر_
نعود إلي اسرة محمد وإلي آمنة بالخصوص
والتي يبدوا أنها وحدها التي تستطيع الكلام من الأسرة تقول آمنة "أنا مطلقة
ولدي بناتي ومحمد أخوتي" يعني أنها تكفل أسرة مكونة من ثلاث فئات أولها
وآخرها محمد وهذه الأسرة لم تعدقادرة علي العيش ودفع ثمن الإيجار لذا طرقت الشابة
العشرينية جميع الأبواب مرورا بمنظمات غير حكومية وجمعيات المعوقين والتي تتهم
آمنة فرعها في انوايبو ورئيسها بالفساد والسرقة وهو ما رددته في حديثها معنا مرات
وصولا إلي السلطات داخل المدينة ممثلة في
الحاكم والذي تقول آمنة أنها وأثناء زيارتها له هي ومحمد رفض أن يدخل عليه محمد
وأمر بإدخالها هي فقط مبديا حسب عبارة
آمنة نبرة تقزز في كلامه" وهو ماسبب
لي خيبة أمل كبيرة"تضيف آمنة ولم تأمل أن يحرك فيه ساكنا ليصل بي المطاف
أنا وأخي في الشارع متسولين نعيش وباقي أفراد الأسرة علي ما نجنيه من تسول بين طرقات العاصمة الإقتصادية" وكما يقال المآسي لاتاتي فرادي فبعد أن تخلي عنها زوجها والذي كان يعيل الأسرة
طالبتهم صاحبة المزل الذي بترك منزلها بعد
عجزهم عن سداد مبلغ الإيجار وهو ما فاقم من الأزمة داخل الأسرة .
كل ما
تريده أسرة محمد هو الحصول علي ابسط
متطلبات الحياة وهو العيش كباقي الناس دون مآسي تلاحقم أين ما حلو وارتحلو
وان يتلقي محمد علاجا يمكنه من مزاولة أبسط متطلبات حياته كإنسان
ملاحظة
:
لكل من
يريد التبرع لهذ الأسرة الإتصال علي هذا الرقم وهو رقم آمنة
44492122
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق