أصبح اياد اغ غالي أكبر المنتصرين في غزو شمال مالي والزعيم الطوارقي صاحب الشخصية النافذة الذي كان وسيط الغربيين في الإفراج عن رهائن «القاعدة» اليوم يقاتل «الكفار في سبيل الله».
ويعلم اغ غالي مليا، حسب المقربين منه، بكل شيء في الصحراء الشاسعة المحيطة به؛ أي الرجال والمناخ وتاريخ الطوارق، وهو المتحدر من كيدال (شمال شرق مالي) قرب الحدود الجزائرية الذي ينتمي الى قبيلة ايفورا المتفرعة عن قبيلة ايراياكان.
ويعتبر الرجل القصير القامة والطويل اللحية وصاحب الوجه العابس، حكيماً من الاعيان الذين يستشارون في قبيلته التي تطلق عليه اسم «أسد الصحراء».
وقد اشتغل الرجل وهو ابن عائلة من الرحل يربون الماشية وكان في شبابه مشغوفاً بسباقات الجمال، ميكانيكيا وموظفا إداريا في ليبيا والجزائر.
وباسم «معاناة» شعبه أشهر السلاح في حركة تمرد طوارق سنة ،1990 وقاد هجوما لايزال مشهوراً على حامية عسكرية في ميناكا (أقصى الشرق) كان بمثابة اندلاع التمرد.
واشتهر اغ غالي الزعيم السياسي والقائد العسكري في حركة ازواد الشعبية، بأنه يدعو رجاله الى الاكتفاء بمهاجمة رموز الدولة والأهداف العسكرية.
وروى وزير سابق أنقذ غالي أحد اقاربه خلال النزاع، أن «اياد يتمتع بهدوء كبير ولا يثور ابداً في الاوضاع الصعبة».
وبعد ان كان أول من انخرط في الكفاح المسلح، كان ايضاً من الذين أخمدوا نيرانه في يناير 1991 بالتوقيع على اتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم بفضل وساطة جزائرية. وبعد انتهاء التمرد رفض الانخراط في الجيش المالي وتفرغ لأعماله ولم يظهر في الساحة السياسية والعسكرية لسنوات طويلة.
وظل كذلك حتى العقد الأخير من القرن الماضي عندما طلبت منه اجهزة الاستخبارات الغربية مراراً وساطة في التفاوض من أجل الافراج عن رهائن احتجزها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
وفي تلك الفترة التي يبدو أنه زار خلالها باكستان، تبلور «ايمانه» الحقيقي واشتد موقفه رغم أن المقربين منه يرون انه ليس متطرفاً بل ظل كريما ومضيافا.
وفي حين كانت الحركة الوطنية لتحرير ازواد المدعومة بتدفق المقاتلين الطوارق المسلحين الذين كانوا في صفوف قوات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، تعد العدة لهجوم على الجيش المالي في الشمال لزم اغ غالي التكتم.
وبعد الانتصارات الأولى فرض اغ غالي نفسه ميدانياً، وقال خلال لقاء مع الحركة الوطنية لتحرير ازواد بعد السيطرة على تيساليت في نهاية يناير الماضي «أنا لست مع استقلال (شمال مالي)، أريد الشريعة لشعبي».
كذلك حصل في مدينة تمبكتو حيث أسهمت الحركة الوطنية لتحرير ازواد في غزو «جوهرة الصحراء»، لكن حركة أنصار الدين طردتها منها فوراً وباتت مدعومة بمقاتلي تنظيم القاعدة الذي شوهد قياديوه الجزائريون الثلاثة الى جانب غالي.
وصرح غالي لإذاعة تمبكتو المحلية ان «كل الذين ليسوا على نهج الله كافرون، ان كفاحنا هو الاصلاح، وأعداءنا كفار ووثنيون»، مثل «الغربيين الجاهلين». وأضاف الزعيم الطوارقي الذي أصبح الرجل القوي في شمال مالي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وبإمكانه ان يعول على قوة تنظيم القاعدة الضاربة «يجب علينا ان نقاتل كل من يعارض انتشار الاسلام، يجب القضاء عليهم، يجب علينا الجهاد في سبيل الله».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق