يحملون هموم أمة علي أكتافهم يحملون أناة المظلومين من هم هؤلاء؟ هل هم ساسة أم مدراء أم نخبة؟؟؟ كلا إنهم من يحطمون الحجارة بأيديهم لتحول إلي حديد بعد ذلك في المصانع العالمية لتصنع السيارات والسيارات الفارهة التي يركبها الأثرياء وغيرهم يحطمون الحديد لكي يتعلم كل موريتاني, يتداوى كل موريتاني, يعمل كل موريتاني, ينام
كل موريتاني بسلام.من هم هؤلاء ؟ إنهم الجرالية كما يعرفون بالصطلح المحلي لدينا هنا في موريتانيا. ظل الجرنالية لعقود يعملون في مناجم الحديد عندما كنا نشاهدم ونحن صغار كنا نقول إنهم أبطال لأنهم يحملون الحديد لكننا وبعد أن كبرنا ومرت علي آذاننا قصصا عن المستعمر, أي مستعمر يضطهد سكان مستعمرته تذكرنا هؤلاء وتذكرنا حملهم للحديد والحجارة فهمناهم وفهمنا عملهم إنهم في مستعمرة نعم مستعمرة داخل دولة إستعمار العصر( تاشرون)مقاولة الباطن ذلك الوسيط الذي يتبع له هؤلاء في غالب الأحيان يكون شخصاواحدا أومؤسسات صغيرة موجودة داخل حقيبة وصفهم مناديب العمال ذات يوم ب(التيفاي) البائع المتجول , كيف لنا أن نتخيل العامل لدي هذه المستعمرة الصغيرة كيف لنا أن نتخيل حاله ؟؟؟؟ إنه يعيش في جحيم إنه معرض للخطر أكثر من غيره في هذه المستعمرة وحتي في هذا البلد وينتج للبلد من أحد أكبر وارداتها الإقتصادية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم كل هذا وبراتب شهري زهيد 70 ألف أوقية أي أقل من 200أورو.
منذ قرابة السنتين قرر الجرنالية الخروج والمطالبة بحقوقهم كعمال يجنون أقل مما يعملون بكثير لم يطالب هؤلاء بالكثير طالبوا بالمساوات والعدل هذه المطالب يطلبها جميع سكان المعمورة لكن المسوات عند الجرنالية أقل من المساوات التي يبتغيها الآخرون إنهم يطالبوون بمساواتهم مع عمال اسنيم في العلاوات والصحة والسكن وعلاوات الربح وزيادة الإنتاج التي خصصتها الشركة لعمالها في السنوات الأخيرة مع العلم أن الجرنالية هم من يقفون علي مناطق الإنتاج ويعملون فيها ليل نهار إلا أنهم لايحصلون علي تلك العلاوة.
الدولة الموريتانية كانت تستمع لمطالب هؤلاء أثناء تحركاتهم الإحتجاجية وذلك عن طريق المناديب الذين يتفاوضون باسمهم وكانت تعدهم في كل مرة بتحسين ظروفم ودمجهم ورد الإعتبار لهم كعمال يساهمون في عمل شركة اسنيم الموريتانية ويساهمون بالنهوض بها لتصل إلي ما وصلت إليه اليوم وذلك بإنتاجها الضخم من الحديد وتصديراتها الهائلة التي تقدر بملايين الأطنان وفي الأخير وبعد الكثير من التحركات والإحتجاجات قررت الدولة وبمرسوم صادر عن الحكومة في اجتماعها يوم 6سبتمبر2012 بإنهاء الجرنالية والقضاء عليها نهائيا واستبشر الجميع خيراواحتفلوا بإنتهاء هذا النوع من الإستعمار وحصول أصحاب الحق علي حقوقهم كاملة , لكن وبعد عدة شهور لم يحدث شيئ ولم تتغير الأحوال الجرنالية ما زالو جرنالية المستعمرات مازالت موجوة والممطلات والأكذيب مازال الجميع يعيش عليها وبالتالي اضطروا إلي اتخاذ قرار جديد القرار تمثل في مسيرة راجلة من ازويرات باتجاه القصر الرئاسي لإبلاغ الرئيس الموريتاني شخصيا بحالتهم والظلم والتهميش الذي تعرضوا له في الفترات السابقة وكذلك تذكيره بوعوده لهم بالقضاء علي مقاولة الباطن ودمجهم والإعتراف بهم كعمال حقيقيين داخل شركة اسنيم, المسيرة انطلقت اليوم5يناير2013 وحسب المنظمين للمسيرة إنها مسيرة رجلة سليمة ستقطع مسافة أزيد من 700كلم هي المسافة الرابطة بين مدينة ازويرات المنجمية والعاصمة انواكشوط قال أصحاب المسيرة إنها ما تبقي لهم من الأمل ولن يثنيهم شيئ عن هدفهم رغم قساوة المناخ ووعورة الصحراء التي سيمرون بها لكن الظلم والتهميش جعلهم ينطلقون غير آبهين المهم أن يعلم العالم أنهم يتألمون ويعيشون في جحيم أوحش من ظلمة الصحراء, القافلة من المقرر أن تدوم ثلاث أسابيع سيرا علي الأقدام وستتخللها وقفات قليلة في صحراء شاسعة هي امتداد للصحراء الكبري ليس لديهم من الزاد سوي ما يحملون علي أكتافهم وذلك ربما ما يصعب من مهمتهم لكن عزيمة الرجال الذين يحطمون صخور الفلاذ ليقتات عليها الشعب الموريتاني لن تثنيها الصحرء رغم كبرها ووحشتها وسيظلون صادين حتي يبلغوا هدفهم المنشود(الحرية)
أحمد ولد محمد سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق