اتسم بادئ ذي بدء سعي المتعلم الأكاديمي عندنا بالنخبوية و التعلق السّامي بالقيم و
المبادئ النبيلة، التي تعكس المكانة المنصفة لصاحب المعرفة الذي لا يقل شانٌا عن نظيره في العالم الآخر إلاّ أنه بعد مرور بضعة عقود من الزمن و تغير أنماط الحكم عندما صار الأمر أشبه بالنقيض بعض
الشيء. وذلك حين نرى اليوم بعض أبناء المجتمع المتعلمين وأطر الدولة الكبار من أصحاب العبارات العذبة و السّاحرة لقلوب الضعاف من أفراد المجتمع. فالحالة هنا أشبه بما كانت تشهده بلاطات أمراء اللعب واللهو التي انصرفت إلى عالم التيه و العربدة، بدل الرجوع إلى أمور المجتمع للنظر فيها وذلك حينما بلغت الحاشية ذروتها في التمادي و التملق و النفاق طلبًا للمكافئة التي أصبحت اليوم هي الوازع المنشود الذي يتطلع له بعض واجهاتنا الدبلوماسية لما اعتادت عليه من تطاول على المجتمع و تجاهل لشؤونه التي يدافع عنها البعض من صف المعارضة و إن كانت لا تذكر الجميل في أحايين كثيرة. ولكن ذلك كله لم يردع المبالغين الطّامعين إلى الإبقاء على أماكنهم المتميزة إلاّ أن يبقوا كالببغاوات بل كأصداء الجبال التي ما فتئت تعكس أصوات أبواق النظام. إنها بحق، أصوات لطالما أزعجت الجادين من الذين ينشدون الإصلاح و طريق التنمية المنصفة بإشراكها لجميع أبناء الوطن الواحد. كما يسعون وهم يزعجون كل من له صلة بالإصلاح، إلى تكريس سياسة الإبعاد ألقسري من دوائر الدّولة و مناصبها الهامة كي يتفرد أصحابهم فقط من مرتزقة النظام الجائر الذي لم يعد له اليوم أي مبرر للبقاء حسب قناعة البعض. ومحاولة إلى كشفهم على حقيقتهم النفعية (البراغماتية)وقراءة أفكارهم التي تشرّبت من معين الطمع و الاتكال خط البعض لنفسه منهجا للوصول إلى معاقل أصحاب الكفاءات المتبخرة بوصفهم غير مرغوب فيهم في هذا المجتمع. إنهم بحق قوم قلبوا الثوب و تمردوا على قاموس الأخلاق، حينما قرّروا اتخاذ أسلوب التحايل و الارتزاق بحيله الغريبة، مطيةً للدجل و الميوعة. رغم ما نهلوه من معين العلم الحديث بفروعه المتنوعة. فثقافتهم التي يتبجحون بوميضها الزائل ليست سوى عيدان ثقاب، بها يشعلون واقع الأمة و يؤججون صراعاتها الداخلية ،برزم من معايير المحاباة و المحسوبية. ممّا يكرّس انعدام الثقة بالدّولة رغم الدعايات المروج لها إعلاميًا والتي لا تستند غالبًا إلى واقع المجتمع المعيش. وفي مواجهات رموز الحكومة حامية الوطيس، التي يراد منها للمجتمع الموريتاني أن يرضخ بشتى فصائله، بعد إقناعه بمصطلحات... سنفعل و سوف التسويفية من طرف هؤلاء الظلاميين في تفكيرهم، البعيدين عن المستوى المطلوب الذي يتطلع له الناس إذ أنه غايتهم المنشودة. وفي الناحية الأخرى ذائعة الصيت و المعروفة بمعاناة أهلها، لما هم فيه من ظلم و تهميش و تهديد، لا تزال الحلقة تضيق عليهم ولو كان ذلك بطريقة متباطئة إلاّ أنها مزعجة و خانقة، بسبب قدرات هؤلاء ومهاراتهم التي تُوظّف لأغراض ليست بالجملة منصفة و بها يبرهنون على عدم إخلاصهم ووفائهم لمتطلبات المجتمع و إفلاسهم بعد أن قادوا بأفواه أقلامهم حملات عديدة اتسمت بالجرأة على الآخرين و الشراسة ضد هذا المجتمع المسالم. إنها بحق كفاءات انصهرت بفعل المتاجرة الفكرية و تبخرت حتى أوقعت بأصحابها و خير لهم أن لا يبوحوا بأفعالهم التي لطالما تنكروا لها. بل يجب عليهم أن يتواروا بعيدا عن أمورنا و يتوبوا من أفعالهم الشنيعة التي كرسوها للتلاعب بالأقوال و القوانين و تلبيس حقائق الواقع على الأفراد. مما أوقعنا جميعا في مرحلة يشوبها الشك لا ثقة معها و لا حتى ارتقاء للهمم و لا تحمس لبناء الوطن كما زعم هؤلاء الخدم منذ أن أوعزت لهم مؤسسة العسكر مهامهم القذرة. كل هذا الإحباط شبه المطبق ليس سوى نتيجة طبيعية لتصرفات هؤلاء المتاجرين بمستقبل البلد و التلاعب بشؤونه رغم شهاداتهم العليا و أقلامهم المأجورة. هكذا رسمت هذه الشريحة المرائية الخطيرة على المجتمع طريقها الدنيء لما بثّت من سموم بين أفراد مجتمعنا الذي ينتظر اليوم التغيير المنشود. عطاف عبد الرحمن اندور
المبادئ النبيلة، التي تعكس المكانة المنصفة لصاحب المعرفة الذي لا يقل شانٌا عن نظيره في العالم الآخر إلاّ أنه بعد مرور بضعة عقود من الزمن و تغير أنماط الحكم عندما صار الأمر أشبه بالنقيض بعض
الشيء. وذلك حين نرى اليوم بعض أبناء المجتمع المتعلمين وأطر الدولة الكبار من أصحاب العبارات العذبة و السّاحرة لقلوب الضعاف من أفراد المجتمع. فالحالة هنا أشبه بما كانت تشهده بلاطات أمراء اللعب واللهو التي انصرفت إلى عالم التيه و العربدة، بدل الرجوع إلى أمور المجتمع للنظر فيها وذلك حينما بلغت الحاشية ذروتها في التمادي و التملق و النفاق طلبًا للمكافئة التي أصبحت اليوم هي الوازع المنشود الذي يتطلع له بعض واجهاتنا الدبلوماسية لما اعتادت عليه من تطاول على المجتمع و تجاهل لشؤونه التي يدافع عنها البعض من صف المعارضة و إن كانت لا تذكر الجميل في أحايين كثيرة. ولكن ذلك كله لم يردع المبالغين الطّامعين إلى الإبقاء على أماكنهم المتميزة إلاّ أن يبقوا كالببغاوات بل كأصداء الجبال التي ما فتئت تعكس أصوات أبواق النظام. إنها بحق، أصوات لطالما أزعجت الجادين من الذين ينشدون الإصلاح و طريق التنمية المنصفة بإشراكها لجميع أبناء الوطن الواحد. كما يسعون وهم يزعجون كل من له صلة بالإصلاح، إلى تكريس سياسة الإبعاد ألقسري من دوائر الدّولة و مناصبها الهامة كي يتفرد أصحابهم فقط من مرتزقة النظام الجائر الذي لم يعد له اليوم أي مبرر للبقاء حسب قناعة البعض. ومحاولة إلى كشفهم على حقيقتهم النفعية (البراغماتية)وقراءة أفكارهم التي تشرّبت من معين الطمع و الاتكال خط البعض لنفسه منهجا للوصول إلى معاقل أصحاب الكفاءات المتبخرة بوصفهم غير مرغوب فيهم في هذا المجتمع. إنهم بحق قوم قلبوا الثوب و تمردوا على قاموس الأخلاق، حينما قرّروا اتخاذ أسلوب التحايل و الارتزاق بحيله الغريبة، مطيةً للدجل و الميوعة. رغم ما نهلوه من معين العلم الحديث بفروعه المتنوعة. فثقافتهم التي يتبجحون بوميضها الزائل ليست سوى عيدان ثقاب، بها يشعلون واقع الأمة و يؤججون صراعاتها الداخلية ،برزم من معايير المحاباة و المحسوبية. ممّا يكرّس انعدام الثقة بالدّولة رغم الدعايات المروج لها إعلاميًا والتي لا تستند غالبًا إلى واقع المجتمع المعيش. وفي مواجهات رموز الحكومة حامية الوطيس، التي يراد منها للمجتمع الموريتاني أن يرضخ بشتى فصائله، بعد إقناعه بمصطلحات... سنفعل و سوف التسويفية من طرف هؤلاء الظلاميين في تفكيرهم، البعيدين عن المستوى المطلوب الذي يتطلع له الناس إذ أنه غايتهم المنشودة. وفي الناحية الأخرى ذائعة الصيت و المعروفة بمعاناة أهلها، لما هم فيه من ظلم و تهميش و تهديد، لا تزال الحلقة تضيق عليهم ولو كان ذلك بطريقة متباطئة إلاّ أنها مزعجة و خانقة، بسبب قدرات هؤلاء ومهاراتهم التي تُوظّف لأغراض ليست بالجملة منصفة و بها يبرهنون على عدم إخلاصهم ووفائهم لمتطلبات المجتمع و إفلاسهم بعد أن قادوا بأفواه أقلامهم حملات عديدة اتسمت بالجرأة على الآخرين و الشراسة ضد هذا المجتمع المسالم. إنها بحق كفاءات انصهرت بفعل المتاجرة الفكرية و تبخرت حتى أوقعت بأصحابها و خير لهم أن لا يبوحوا بأفعالهم التي لطالما تنكروا لها. بل يجب عليهم أن يتواروا بعيدا عن أمورنا و يتوبوا من أفعالهم الشنيعة التي كرسوها للتلاعب بالأقوال و القوانين و تلبيس حقائق الواقع على الأفراد. مما أوقعنا جميعا في مرحلة يشوبها الشك لا ثقة معها و لا حتى ارتقاء للهمم و لا تحمس لبناء الوطن كما زعم هؤلاء الخدم منذ أن أوعزت لهم مؤسسة العسكر مهامهم القذرة. كل هذا الإحباط شبه المطبق ليس سوى نتيجة طبيعية لتصرفات هؤلاء المتاجرين بمستقبل البلد و التلاعب بشؤونه رغم شهاداتهم العليا و أقلامهم المأجورة. هكذا رسمت هذه الشريحة المرائية الخطيرة على المجتمع طريقها الدنيء لما بثّت من سموم بين أفراد مجتمعنا الذي ينتظر اليوم التغيير المنشود. عطاف عبد الرحمن اندور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق