قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مؤتمره الصحفي الأخير إن مدينة نوايبو تصدر "المخربين" والمتظاهرين وذلك حينما قال إن الذين كانو يقولون "زيرو عزيز" في مدينة ازويرات المنجمية هم خمسة أشخاص جاؤوا من مدينة انوايبو ليثيروا الشغب أثناء زيارته , الرئيس لم يحدد
من هم الأشخاص ولم يقل من أرسلهم ولم نعرف هل خمسة أشخاص تعبير مجازي عن قلة المتظاهرين ضد الرئيس أم أنهم بالفعل خمسة أشخاص؟؟ ...
أحوال مدينة نواذيبو الإقتصادية المزرية تقول إن الخمسة أشخاص أبطال عبروا بالفعل عن واقع المدينة إن لم يكونوا عبروا عن حال الشمال الموريتاني الذي يعمه البؤس رغم الثروات"الذهب,النحاس,الحديد,السمك,الكوارتز...."
سخر بعض سكان نواذيبو من كلام الرئيس والبعض الآخر استغرب والبعض تجاهل والبعض سخر وتعجب مما اعتبرها معلومات مغلوطة حصل عليها الجنرال ولد عبد العزيز من مخبرين أو مقربين أو من يريدون تصفية حسابات مع شخصيات من المدينة, المهم أن كل هذا لا يعني المواطن البسيط في شيء خصوصا أولائك الذين يبحثون عن لقمة عيشهم اليومية ولا تعنيهم السياسة في شيء ولا أحوال الأحزاب ولا صراعاتهم على السلطة وهم الذين يمثلون الغالبية في هذا البلد وفي هذه المدينة المفترض أن تكون اقتصادية.
ربما صدق الجنرال ولد عبد العزيز معلوماته وقام في المقابل بعقاب سكان المدينة, عادت المياه إلى الانقطاع عن معظم أحياء مدينة المنطقة الحرة رافقتها تقطعات في الكهرباء ضف إلى ذلك التوقف البيولوجي المفاجئ لبواخر الصيد الصناعي وذلك بعد أن تسربت معلومات أكيدة أن فترة الصيد ستمدد كذلك تقليص الأيام أمام الصيد التقليدي بعد أن كانت فترة الصيد المسموح لهم بها بعد التوقف البيولوجي للصيد الصناعي تمتد لأسبوعين تم تقليص الفترة هي الأخرى لتصير سبعة أيام فقط دون مراعاة لحال البحارة ولا مراعاة لمصاريف المؤن التي اشتراها البحارة واضطروا إلى بيعها بنصف ثمنها تقريبا.
تصفية الحسابات بين الرئيس والمدينة ربما تعود إلى بدايات العام الماضي 2014عندما قسمت سلطات المدينة قرابة 4آلاف خنشة من الأرز والزيوت وغيرها إيذانا بزيارة الرئيس ولكي يستقبل سكان المدينة الرئيس الزائر آنذاك إلا أن الاستقبال لم يكن حارا لا بل لم يجد الرئيس من يستقبله سوى زمرة المطبلين والفاسدين في المطار وبعض النسوة المغرر بهم من الضعاف أمام بوابة المطار قبل أن يعودوا إلى منازلهم لإعداد وجبات غداء لأبنائهم الجياع ,وأصحاب المظالم كسكان الجديدة الذين حاصروا الرئيس عند بوابة شركة هوندونغ الصينية وطالبوه بالوفاء بوعوده وبإعادة حقوقهم لهم ووعدهم الرئيس مرة أخرى بأنه سيفي بها لدى عودته للعاصمة انواكشوط ومازالوا ينتظرون وفائه بها حتى كتابة هذه الأسطر , ولدى سؤال الرئيس من قبل أحد الصحفيين في مؤتمره الصحفي الذي نظمه في المدينة في نفس اليوم عن السبب وراء عدم وجود مستقبلين من المواطنين العاديين أجابه الرئيس أن الزيارة لم تكن ذا طابع احتفالي بل كانت تفقدية لمشاريع,...
سكت الجميع وربما نسي الجميع أن المدينة "الناقمة على الأوضاع" هي أول مدينة في موريتانيا كلها يزورها رئيس ظلم أهلها ولا تستقبله, لكن الرئيس لم ينسى, فلم يقسم الأرز بعدها ولا الزيت حتى في الزيارات التي قام بها بعد ذلك. بدأت الأوضاع الاقتصادية للمدينة في تدهور خصوصا مع اتخاذ مراهقي المنطقة الحرة لقرارات عزل المدينة عن باقي المدن الموريتانية, والحدود المغربية ,وحتى عن الأرياف والقرى المحيطة بها وصار لزاما على أهل تلك القرى جمركة كل شيئ يخرج من المدينة إلا الهواء الذي ليس بمقدورهم جمركته.
هذه العوامل مجتمعة ربما هي التي أدت بالجنرال الرئيس إلى القول أن انواذيبو صدرت المشاغبين, لكنه لم يقل أنها صدرت مدراء أمنيين.
في إجراء مفاجئ قام الجنرال محمد ولد مكت المعين أواخر العام الماضي بتعيين مدارء أمنيين جدد في بعض الولايات الموريتانية منهم إثنان قادمان من مدينة نواذيبو هما المفوض محمد أحيد ولد إسماعيل مفوض المفوضية المركزية للمدينة سابقا "عين مدير أمن ولاية الحوض الشرقي" شكل الرجل الذي يشبه ضباط المخابرات في الدول البوليسية وخبرته في التخابر خصوصا بعد أن عمل قرابة عشرين سنة في أمن الدولة الموريتاني ربما هو السبب في تعيينه في المناطق الحدودية بمحاذاة دولة مالى والتي يسيطر عليها تنظيم القاعدة والمتمردين الأزواديين ,كما كان له الإشراف في الفترة الأخيرة على فض المظاهرات التي قامت في المدينة ضد كاتب المقال ولد مخيطير وبعض مظاهرات الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
المفوض الثاني الطالب بويا ولد سعيد مفوض مطار نواذيبو سابقا والذي عين مديرا أمنيا في ولاية تيرس زمور و لا يعرف عنه الكثير من المعلومات وكان أول ظهور بارز له هو منعه لأطباء المدينة من إجراء مؤتمر صحفي في فندق الجزيرة , وتقول مصادر إن تعيينه جاء رغبة من ابن عمه مدير سنيم عبد الله ولد وداعه وذلك من أجل أن تكون للأخير يد بوليسية قمعية في المدينة المنجمية لضرب مظاهرات العمال السلمية , كما أنه من أسباب اختفاء الرجل موت مطار المدينة والذي يقال إنه "دولي" حيث لا يكاد يسمع سكان المدينة صوت طائرة.
المفوض مدير أمن نواذيبو سابقا يحفظو ولد عمر الذي أعيد مديرا للمدرسة الوطنية للشرطةوظيفته السابقة نسبيا .
قد لا يكون هناك ترابط بين تعيينات المدراء الجدد وتصدير مدينة نواذيبو للمشاغبين إلا أن التصدير سواء كان من أي نوع سيحسب للمدينة مادات منطقة حرة وعاصمة إقتصادية.
مدير أمن انواذيبو السابق يحفظ ولد أعمر |
المفوض الطالب بوي مدير أمن ازويرات |
المفوض اسماعيل مدير أمن النعمة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق